ايرك بايرن
أحدث كتاب "ألاعيب يلعبها البشر" ثورة في فهمنا لما يحدث حقًّا في أثناء التفاعلات الاجتماعية الأساسية. بعد أن طبع أكثر من خمسة ملايين نسخة، ما زالت كلاسيكية الدكتور إريك بيرن مذهلة -وكاشفة- كما كانت في اليوم الذي نشرت فيه للمرة الأولى.
في الحياة وبالغالب حين نتواصل مع الآخرين نحن نلعب بعض الألاعيب حتى نسلي الطفل الذي بداخلنا، وحتى نسلي انتظارنا للموت أو ل "بابا نويل" الذي يحقق أحلامنا.
في العلاقات الضبابية، وتحت مظلة المشاعر المخبئة والمغطية نفضل أن نلعب ألاعيب حتى نحرر مشاعرنا بخفية ونسلي الطفل الصغير بداخلنا التواق للحرية وللتعبير والحميمية ،وبما أننا معقدين ولا يمكن أن نعبر عنها نحاول أن نظهرها بألعاب خفة ومتنكرة وكأننا على المسرح ونسلي الأطفال بداخلنا دون أن نتعرض للانتقاد الحاد من آبائنا ودون أن نجرح كبرياء البالغ فينا.
في حين أن فرويد يقسم الذات إلى الأنا العليا والانا واللهو؛ فإن بيرن يقسمها إلى الأب والبالغ والطفل.
الأب هي شخصية الأب الذي غرس فيك الصفات والعادات وعلمك كيف تتصرف في المجتمع من خلال العادات والتقاليد، أما البالغ فهو ما تعلمته أنت وحدك من خلال تجاربك وخبراتك وبمعزل عن الأب وعن العادات والتقاليد، أما الطفل فهو منبع الطفولة؛ العفوي، التلقائي الذي يعيش ويستمتع بالأشياء بمعزل عن الأفكار المغروسة.
يغوص الكاتب في عالم الألاعيب ويصفها ويصف تحركات اللاعبين بداخلنا وانتقالهم من الاب إلى الطفل وردات فعل الطفل على سلطوية الأب.
بالنهاية يقول الكاتب أن التحرر من الألاعيب والوصول إلى الاستقلالية يمكن من خلال ثلاث قدرات يشرح عنها في الكتاب.
