الكاتب الياس خوري
يمكن القول بثقة إن رواية "باب الشمس" هي أول رواية عربية، تصوغ المأساة الفلسطينية بكل هذا العمق وهذه الشمولية، وبكل هذه الشحنة العظيمة من المشاعر الإنسانية النبيلة . وهي رواية للكاتب اللبناني إلياس خوري، وقع اختيارها كواحدة من ضمن أفضل مائة رواية عربية... من خلال نعود الى عام ال 48 وتهجير الفلسطينيين من قراهم، يكون بطل الرواية يونس اسدي من قرية عين الزيتون ويهاجر هو الى لبنان بينما تستطيع زوجته وسائر العائلة من الهجرة الى قرية دير الاسد ... فيما بعد يبقى البطل على تواصل مع عائلته ويقوم بالتسلل عبر الحدود اللبنانيه الى ارضه في فلسطين ليلتقي مع زوجته ولتحمل منه وفي كل مرة يستدعيها الاحتلال للتحقيق معها ومع حملها وانجابها .... رواية غنية جدًا وعميقه لا نستطيع اختصارها في بضعة اسطر.
بعض الاقتباسات:
"كيف استطعتم تحمل ما جرى لكم؟ وكيف قمتم بسد ثقوب الأيام؟
أعرف جوابك، وأعرف أنك ستقول إنه المؤقت. عشتم المؤقت، وكان المؤقت وسيلتكم
للتفاهم مع الحياة."
"البطل يونس، أو الذي كان بطلاً متعدد الأسماء ـ "في المخيم يسمونك أبو سالم، وفي عين الزيتون أبو إبراهيم، وفي المهمات البعيدة أبو صالح، وفي باب الشمس يونس، وفي دير الأسد الرجل، وفي القطاع الغربي عز الدين" ـ
في الرواية نعيش تفاصيل التهجير: فثمة امرأة تضطر إلى قتل طفلها وهي تحاول كتم بكائه في أثناء الهروب من الرصاص! وأم حسن تحمل اللكن على رأسها وتلتقط الأطفال الرضع! ومجنونة الكابري تتخصص بجمع عظام الموتى في كيس على ظهرها، وتحفر لهم قبوراً على التلال! وفوزية التي تزوجت محمد حسن الجمال تعود بكراً حين تراهم يأكلون لحم الجمل الذي عاد وحيداً بعد أن قتل الصهيونيون صاحبه! وشاهينة تمسح الغبار عن صورة ابنها بخرقة مبلولة، وتضع تحتها إناء ملآناً بالزهور والأعشاب الطيبة الرائحة! وعزيز أيوب يحرس الشجرة ويكلم أغصانها! وأبو عارف البدوي يقود جواميسه السبعة من قانا إلى الخالصة، لأنه يعتقد أنه لا يمكن إخصابها إلاّ هناك !
نتمنى لكم قراءة شيقة
