رنين زيدان جرّوس
كان منزل ميسان وغالية أكثر متانة، يلتصق ببيتنا تمامًا، لكن حجره الخارجيّ كان جديدًا ولا ينبت من فتحاته العشب. في اليوم الرابع للحرب، هطل المطر بغزارة، فرفض أبي الذهاب الى بيت عمي: "الدنيا كبّ من عند الربّ، ازا راح ننجى من الصواريخ مش راح ننجى من الشتا اللي برا!" نظرتُ مستفهمة مرعوبة: هل تحكم علينا بالموت إذًا؟! فكرتُ في نفسي. لم أكن لأجرؤ أن أسأل والدي، وتأكدت أن أحدًا لم يسمع ما يجول في خاطري بسبب الرعد الثقيل تلك الليلة. "خدوا زيزي ويافا، أنا ضالل هون".
كنتُ أقضي فترة إطلاق الصواريخ أفكّر فيما إذا كان أبي سينجو هذه الليلة. من قال: "إنّ من ينجو من الحرب قد ينجو من البحر؟!"
رواية جميلة من قلب الواقع الذي نعيشه في الداخل.
مجموع: 60 ₪

شراء المضمون