“هل أنت سعيد؟؟” سألت المذيعة هذا السؤال للحيوانات في حديقة الحيوانات: البطريق بطبط، والنعامة نعنع، والثعبان ثوثو، ثم أجرت مقابلة مع ميدو وأسرته في بيتهم بجوار حديقة الحيوان.
استخدمت الكاتبة الخيال عن طريق سؤال الحيوانات التي تعيش في حديقة الحيوانات بعيدًا عن بيئتها الطبيعية لتعبّر عن مشاعرها المختلفة وآليات التأقلم التي توصلت إليها.
توصل ميدو أيضا إلى أفكار وحلول مختلفة للتغلب على مشاعر الضيق والملل والحزن والوصول إلى السعادة بأبسط الأفكار سواء مع نفسه أو مع والديه.
من خلال جملة تتكرر على مدار القصة، نجد كل شخصية تقرّ بالأحاسيس التي تشعر بها من قوة وضعف وشجاعة وحزن مثل مركبة الملاهي التي تصعد وتهبط؛ وكيف انه من المهم اعطاء كل احساس وقته وكيف أن بعض الأفعال أو الأفكار حتى لو كانت بسيطة يمكن أن تشعرنا بالسعادة. وجاءت رسومات هاني صالح مليئة بالحيوية بألوانها المرحة وتفاصيلها المبهجة بالإضافة إلى خطوطها الإنسيابية المعبرة لتكمل النص وتعكس المشاعر المختلفة التي تمر بها الشخصيات. ونجح الرسام في التنقل بين منظور القصة ومنظور شاشة تسجيل اللقاء التليفزيوني وميكروفون المذيعة وكأننا القراء نشاهد اللقاء أيضا.
سعدنا باختيار المؤلفة بأن يكون بطل القصة ولدًا يبكي ويضحك وانه من الطبيعي أن يعبر الأطفال ذكورا وإناثا عن مشاعرهم بطرق مختلفة من ضمنها البكاء. أيضا لفت نظرنا أن أحد الأنشطة التي أدخلت السعادة على قلب ميدو هي الطبخ مع بابا واللعب بالمكعبات مع ماما واللعب معا جميعا كأسرة بعيدا عن الشاشات.
