أبي الذي أكره

تأليف الدكتور عماد رشاد عثمان وهو طبيب نفسي وباحث في مجال الاعصاب والدماغ

دعنا نتفق أولًا أن النفس البشرية لا تخلو من ارتكاب الآثام، وأن الأساءة إلى أحد الوالدين قديمًا.. كانت نتيجة عن تجرع الأبناء نفس الآسى.. وكأننا في حلقة مفرغة كلٌ منا يلقي ندوبه وتشوهاته على الآخر.. برغم عدم تقبل الفرد للأمر في صغره إلا أنه عندما يكبر يجد نفسه يقلد والديه ويتبع نفس نهجهم.. فكيف وهو لم يلقى سوى الألم أيسكبه احتواءً مثلًا.. هل رأيت يومًا فوهة مسدس يخرج منها وردًا! 

ولذلك كان للتعافي دور مهم.. دور أساسي لا بد منه، حتى نوقف هذه الحلقة من الأمتداد.. وأن نتصالح مع ندوبنا حتى نزهرها.. ونضمد مكان الجرح حتى يلتئم.. ونتوقف عن أذية أنفسنا قبل أذية من حولنا.

في بداية الأمر يوضح الكاتب أشكال الأساءات التي يتعرض لها الأطفال منذ صغرهم، يبدأ في شرح حجم الأساءة ومأساتها ومدى تأثيرها على الطفل في صغره حتى بلوغه سن الرشد.. وإلى أي مدى تفقده الثقة في ذاته لدرجة أنه قد يبني له ذات مزيفة يختبئ خلفها من العالم.. هنا يبدأ في طرح كيفية الرجوع للذات الحقيقة ومعرفة من هو حقًا.

بعد ذلك يبدأ في حث النفس على الخروج من تلك الزنزانة.. كخروجة للحياة من جديد كيوم ولدته أمه.. وهنا ستبدأ خطواته في الحبو ثم المشي ثم الهرولة إلى أن يتعافى تمامًا.. وهنا ذكر الكاتب عدة طرق لسلك طريق التعافي.. أولهم التصالح مع تلك الأساءات.

شيء أخير أثني عليه الكاتب.. هو أنه كان يتحدث بلغة الـ «نا» وكأنه يشارك القارئ المأسأة والألم وفقد الذات والرجوع والتعافي.. وكأنه يخبره بطريقةٍ ما أنه لا بأس وأن هذا أمر طبيعي لا تُلام عليه، وأنك وبطريقة ما تستطيع أن تتعافى كليًا ان أردت ذلك.

•بعض الأقتباسات•

- "لم نكن نطلب الكثير؛ فقط أن نشعر أننا على ما يرام، وأننا جيدون بما يكفي، ونستحق الحب هكذا تمامًا كما نحن.. دون أن نحتاج أن نقتلع جلودنا كل صباحٍ ونرتدي غيرها لنرضيهم."

-" بعض الآباء يدمرون أبناءهم قبل أن يدمرهم أي شئ آخر"

-"كنت أحيا دائم التأهب، دائم الترقب مهدد على الدوام"

-"التعافي لن يأتيك مهما انتظرت وحيدًا، فاقطع الهراء، أنما التعافي هناك في الالتحاق، في اصطدام النفس بالنفس، وارتطام القدم بالوحل، والانفاس في التفاعل مع الأشخاص والأشياء" 

وأخرًا: 

كل ما أوقنه أنك عند نهايتك من هذا الكتاب لن تكون نفس الشخص الذي بدأت به.. قراءة ممتعة.❤️